moroccovoice
أهلاً وسهلاَ بك أخي الكريم .. حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً ..
ياهلا بك بين اخوانك وأخواتك .. ان شاء الله تسمتع معــانا ..
وتفيد وتستفيد معانـا .. وبانتظار مشاركاتـك وابداعاتـك ..
ســعداء بتـواجـدك معانا .. وحيـاك الله

moroccovoice
أهلاً وسهلاَ بك أخي الكريم .. حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً ..
ياهلا بك بين اخوانك وأخواتك .. ان شاء الله تسمتع معــانا ..
وتفيد وتستفيد معانـا .. وبانتظار مشاركاتـك وابداعاتـك ..
ســعداء بتـواجـدك معانا .. وحيـاك الله

moroccovoice
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

moroccovoice

المنتدى الأول
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فدوى طوقان : مختصارات رحلة جبلية - رحلة صعبة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Amatollah
ضيف
ضيف
Amatollah


عدد المساهمات : 3
نقاط : 3732
تاريخ التسجيل : 18/09/2014

فدوى طوقان : مختصارات   رحلة جبلية - رحلة صعبة Empty
مُساهمةموضوع: فدوى طوقان : مختصارات رحلة جبلية - رحلة صعبة   فدوى طوقان : مختصارات   رحلة جبلية - رحلة صعبة Emptyالجمعة سبتمبر 19, 2014 4:49 pm


فدوى طوقان : مختارات

رحلة جبلية - رحلة صعبة


تروي الشاعرة فدوى طوقان في سيرتها الذاتية "رحلة جبلية – رحلة صعبة"، التي صدرت عام 1985، تروي فيها تفاصيل طفولتها وشبابها ونضوج تجربتها الشعرية وتنتهي بالاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية في حزيران 1967.



أصدرت فدوى الجزء الثاني من سيرتها الذاتية بعنوان "الرحلة الأصعب" عام 1993، وفيه تروي عن حياتها وحياة شعبها خلال سنوات الاحتلال الإسرائيلي.



في القطعة التالية تصف فدوى بأسلوب قصصي جميل أولاً ، تعدي أفراد أسرتها عليها في طفولتها الباكرة ، ثم مساعدة أخوها لها وتعاطفه معها في سعيها لقرض الشعر .

" .... عشر مرات حملت أمي . خمسة بنين أعطت إلى الحياة وخمس بنات ، ولكنها لم تحاول الاجهاض قط إلا حين جاء دوري . هذا ما كنت أسمعها ترويه منذ صغري.

كانت مرهقة متعبة من عمليات الحمل والولادة والرضاع . فقد كانت تعطي كل عامين أو كل عامين ونصف العام مولوداً جديداً . يوم تزوجت كانت في الحادية عشر من عمرها ، ويوم وضعت ابنها البكر كانت لم تتم الخامسة عشرة بعد. واستمرت هذه الأرض السخية - كأرض فلسطين - تعطي أبي غلتها من بنين وبنات بانتظام .

أحمد - إبراهيم - بندر - فتايا - يوسف - رحمي .. كان هذا كافياً بالنسبة لأمي ، وأن لها أن تستريح ، لكنها حملت بالرقم السابع على كره . وحين أرادت التخلص من هذا الرقم السابع ظل متشبثا في رحمها تشبث الشجر بالأرض ، وكأنما يحمل في سر تكوينه روح الاصرار والتحدي المضاد.

ولأول مرة في حياتهما الزوجية ينقطع أبي عن محادثة أمي لبضعة أيام . فقد أغضبته محاولة الاجهاض . كان المال والبنون بالنسبة له زينة الحياة الدنيا ، وكان يطمع بصبي خامس . لكني خيبت أمله وتوقعه .

أصبح لديه الآن ثلاث بنات مع البنين الأربعة ..وتبعني فيما بعد أديبة ثم نمر ثم حنان . فاستكملنا العدد (عشرة).



لاتحمل ذاكرتي أية صورة لأول يوم دخلت فيه المدرسة . كما أنها لا تحتفظ بذكرى المرحلة الأولية التي تعلمت فيها قراءة الحروف وكتابتها . ولكن الذي أذكره بوضوح هو استمتاعي دائماً بمحاولة قراءة أي شيئ مكتوب وقع عليه بصري .



لم يكن في نابلس أكثر من مدرستين للبنات ، (المدرسة الفاطمية) الغربية و(المدرسة العائشية) الشرقية . وكان أعلى صف هو الخامس الابتدائي . في (المدرسة الفاطمية) تمكنت من العثور على بعض أجزاء من نفسي الضائعة . فقد أثبت هناك وجودي الذي لم أستطع أن أثبته في البيت . أحبتني معلماتي وأحببتهن ، وكان منهن من يؤثرني بالتفات خاص. أذكر كيف كان يشتد خفقان قلبي كلما تحدثت معي معلمتي المفضلة (ست زهرة العمد) والتي أحببتها كما أحب واحدة من أهلي في تلك الأيام . كانت جميلة وجهاً وقواماً ، وكانت أنيقة ، شديدة الجاذبية.

لا أذكر أن واحدة من معلماتي تركت في نفسي ذكرى جارحة أو أثراً لمعاملة سيئة على مدى السنوات القليلة التي أمضيتها في المدرسة . لقد أشبعت المدرسة الكثير من حاجاتي النفسية التي ظلت جائعة في البيت . أصبحت أتمتع بشخصية بارزة بين معلماتي وزميلاتي . وكان من دواعي سعادتي أن معلمة اللغة العربية بين معلماتي أحياناً تلقي على مهمة تدريس التلميذات المتخلفات في الصف .

لقد أصبحت المدرسة أحب إليَّ من البيت والمكان الأكثر ملاءمة لي . وفي المدرسة عرفت مذاق الصداقة وأحببته . كانت رفيقة مقعدي الدراسي تلميذة في مثل سني  اسمها "عناية النابلسي" وكانت أحب صديقاتي إليّ وأقربهن إلى نفسي.

في تموز 1929 عاد أخي إبراهيم من بيروت يحمل شهادته من الجامعة الأمريكية ببيروت ليمارس مهنة التعليم في (مدرسة النجاح الوطنية). مع وجه إبراهيم أشرق وجه الله في حياتي .

كانت عاطفة حبي له قد تكونت من تجمع عدة انفعالات طفولية سعيدة كان هو مسببها وباعثها .

أول هدية تلقيتها في صغري كانت منه .

أول سفر من أسفار حياتي كان برفقته .



كان هو الوحيد الذي ملأ الفراغ النفسي الذي عانيته بعد فقدان عمي ، والطفولة التي كانت تبحث عن أب آخر يحتضنها بصورة أفضل وأجمل وجدت الأب الضائع مع الهدية الأولى والقبلة الأولى التي رافقتها .

منذ صغري أعلن عن نفسه ميلي الفطري للشعر. كنت أجد متعة كبيرة في ترديد محفوظاتي المدرسية منه ، وأقف مملوءة بالانبهار والدهشة أمام ما يقع عليه بصري من قصائد أو مقطوعات مطبوعة في الكتب المدرسية أو في الصحف التي كان يحضرها أبي وأخوتي إلى البيت ، وذلك رغماً عن عجزي عن إدراك مضامينها .



كان هناك كتاب اسمه (الكشكول) يضم مجموعة من الطرائف والشعر والأخبار الأدبية والتاريخية . وفي هذا الكتاب كان لي أول لقاء مع قصيدة (أيها الساقي إليك المشتكى).



وضعتني القصيدة أو بالأحرى الموشح في دائرة سحرية غامضة ، لعل منشاها موسيقاه الخارجية المنبثة من طبيعة الوزن ، والمتميزة بتنوع القوافي، مع الالتزام بقافيتي الشطرين الأخيرين من كل مقطع ، مما أكسب الموشح إيقاعاً يريح السمع ويهدهد النفس . أما الكلمات فكان معظمها بالنسبة لي محملاً بمعان انفعالية نفسانية غير التي قصدها الشاعر.



كنت أبدأ بالقاء المطلع (أيها الساقي إليك المشتكى قد دعوناك وإن لم تسمع) كانت كلمة الساقي تتخذ في ذهني معنى انفعالياً خاصاً، مقروناً بصورة السقاء الكهل الذي كان يزرد بيوت (حارة العقبة) بالماء ينقله إليها من (عين الكأس) شرقي البلدة.

كان مجيء السقاء إلى منزل خالتي في (حارة العقبة) مبعث إثارة محببة لي، فمنذ يطأ بقدمه أول درجة من درجات السلم الخارجي المفضي إلى الدار، كان صوته يرتفع بالكلمات المألوفة : "ياساتر، يا الله" وذلك تنبيهاً للنسوة لكي يتوارين خلف الأبواب.

كنت أركض إلى السقاء وأقف بجانبه عند الزير الكبير ، أرقبه وهو يرفع القربة عن ظهره بيديه القويتين ، ثم يسندها إلى بطنه وقد جعل فوهتها المربوطة على فم الزير الواسع ، وبعد ذلك يشرع بفك الرباط ، فيندلق الماء العذب الفضي في الزير الذي لم يكن ليمتليء قبل أن يبتلع حمولة أربع قرب أو أكثر .



كان الساقي الذي يخاطبه الشاعر يمثل دائماً في خيالي متقمصاً شخصية السقاء الكهل ، سقاء (حارة العقبة) . ولما كنت أجهل ما هو (الزق) في قوله : (جذب الزق اليه واتكأ) فقد استلزم الفعلان (جذب - واتكأ) إعطاء كلمة الزق عندي معنى الوسادة.

أما النديم الذي هام الشاعر في غرته ، (ونديم همت في غرته) فكنت أتخيله ابن جارنا بائع حلاوة الطحينية ، ذلك الفتى الأسمر الطويل النحيل الذي كان يحمل اسم نديم، وهكذا كان يعطي خيالي للكلمات صوراً ودلالات خاصة به وحده .



بعد ستة وعشرين عاماً ، في عصر يوم من أيام حزيران 1955 ، وقفت في قاعة (وست) في الجامعة الامريكية في بيروت، لأواجه لأول مرة في حياتي الحشد الذي دعته الدائرة العربية في الجامعة للاستماع إلى مختارات من شعري.

خلال الدقائق التي كان يقدمني فيها الأستاذ جبرائيل جبور ، وبينما أنا أجيل بصري في الوجوه أمامي ، مر بعيني شريط سريع قصير، رأيتني فيه بمواجهة الشجر المنتصب في صحن الدار ، ألقي على مسامعه القصيدة العزيزة: "أيها الساقي إليك المشتكى قد دعوناك وإن لم تسمع !" وابتسمت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فدوى طوقان : مختصارات رحلة جبلية - رحلة صعبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
moroccovoice :: جناح سلك الثانوي :: السنة الثانية ثانوي :: جناح الأداب :: علوم إنسانيسة :: اللغة العربية-
انتقل الى: